رواية أحببتك واكتفيت الفصل الثاني عشر


 رواية احببتك واكتفيت

الفصل الثاني عشر

بقلم ولاء محمود

عند أحمد بعدما أنهى مكالمته وحدث نفسه مردفاََ: اللي حسبته لقيته 

قطع شروده اللحظي محمود :ايه ياعم انت بتسرح وانت قاعد معايا في ايه 

ضحك أحمد مردفاََ:اللي يسمعك كده يقول خطيبتي وأنا معرفش 

اردف محمود مقاطعاَ  حديثه :صحيح انت متجوزتش ليه ياابو حميد لحد دلوقتي 

أحمد:تقدر تقول انا  زيك كده برضو  قطع حديثه عن عمد متمتماََ ببضع كلمات :محمود عايزك فى حاجة مهمة  في حد اسمه عثمان متولي كان مسافر كندا بيشتغل في شركه هناك عايزك تعرف  كل حاجه عنه هناك؛ ايه بالظبط خلاّه يسيب شغله  ويرجع فجأه لمصر تقدر تفيدني يامحمود في الموضوع ده 

محمود: انا ليا حبايبي هناك هكلمهم وأسألك عليه وهجيبلك كل معلوماته اطمن ياابو حميد 

قطع حديثهم ضجيج بل هو صوت أشبه بالتعنيف اتجهوا بأعينهَم لمصدر الصوت حينما وجدوا هذا المشهد وسمِعو تلك الكلمات وذلك لقربهم من المائدة  المنبعث منها الصوت والتي يفصلهم عنها مائدتين  فقط

_ انتي اللي بتغلطى دايماََ اكيد بعمايلك دي طفش وزهق وسابك ومشي  اه هو كلمني قالي انه شغل مهم وانا  عذرته لكن انتي مستهترة تقدري تقوليلي ايه مخرّج واحد وخطيبته يختاروا باقي التزامات  جوازهم ياخدوا واحده صاحبتهم معاهم ليه؛  ها يقول ايه الراجل يقول مش طايقه تخرجي معاه 

لم تستطع التماسك اكثر انفجرت باكيه شهقاتها تعلو  دموعها تنهمربغزاره 

بينما أردفت صديقتها :انكل حضرتك عارف كويس انا خرجت مع نينا ليه هي ملهاش ذنب في حاجة انا اصريت اخرج معاهم عشان اختار مع صديقة عمري كل حاجه 

تعلم أن هذا لم يحدث بل نسرين اصرّت قائله:نهى والله لو مجتيش انسى اني صاحبتك انتي اللي بتهوّني عليا يرضيكي تسبيني معاه كده مش كفاية اني هتجوّزه غصب يعني مدبسه فيه كمان اخرج معاه لا والله هتيجي معايا؛ إلى أن أذعنت صديقتها :حاضر خلاص جاية اسكتي بقى انتي زنانة 

قطع شرودها صوت منير يخبرها :

انتي لو بتحبيها وبتتمنى لها  الخير كنتي ساعدتيها مش تخرجي معاهم ومتسيبهومش يقربوا من بعض

أردفت نهي: حاضر انا اسفه يا انكل بس نسرين مغلطتش في حاجه انا السبب 

انتبه  محمود.. إليها هي مجدداََ؛ تتحدث وكأنها لايقع عليها اللوم رغم اعترافها بأنها المخطئة  تُري ما بها هذه الفتاة تقاتل من أجل صديقتها لتنأي  بها بعيداََ عن تعنيف والدها

  تمتم بنبرة خافتة : هو انتي مش هتبطلي لسانك ده على طول كده.. غلطانه بتتكلمي.. مش غلطانه بتتكلمي برضو 

أحمد : انت تعرفها؟

أردف محمود :اه قابلتها هي وصاحبتها دي اللي بتعيّط قبل كده بس شوف رغم الزعيق ده كله البنت متهزّتش؛ غلطانه وبتتكلّم بمنتهى الشجاعة  عجبتني بنت الايه دي 

احسّ أحمد بوخزة خفيفة بقلبه أردف: هي مين دي اللي عجبتك ماتركز معايا ؛ 

أجابه محمود؛: بقولك اللي بتتكلم هي اللي عجبتني مش التانيه خالص 

قاطعه أحمد مدركاََ بعض الارتياح بينما وخزات قلبه تزداد والضيق يزداد لا يعلم سببه:  ده منير بيه المنشاوي واللي بتعيط دي بنته وغالبا َ اللي جنبها دي صاحبتها انا اول مره اشوفها

 قطع الأخير  كلامه عنهما مردفاََ: بقولك ايه انا مش عارف اكل؛ أشار للنادل  بالمطعم هامساََ له ببضع كلمات؛ توجّه على أثرها النادل لمائده منير قائلا: نستأذن حضرتك يافندم الصوت  عشان سُمْعِة المكان والزباين مش عارفه تاكل بهدوء؛ ..أنهي النادل حديثه؛ بينما يتابع أحمد المشهد باهتمام راسماََ الجدية على ملامحه مردفاََ:مش كمان الوقت اللي هنتغدى بره فيه اسمع دوشه 

أخذ يختلس نظراته إليها يراقبها  هل هدأت قليلا 

اخبر النادل ببضع كلمات ليس لانه غير معتاد ع الضجيج  بل لأنه أصبح يشعر بتلك الوخزات عند رؤية دموعها 

لا يرغب بمعرفة ماهية الشعور الذي يجتاحه بل يدرك تماماََ انه لم  يعد بوسعه رؤية دموعها وحالتها تلك بعد الآن…… 


 في مكتب اللواء رفعت… 

رفعت:قولتلي في اخبار مهمة يااحمد عايز تبلغها لي بنفسك

أحمد:اتأكدت يافندم ان  كل الركاب اللي كانوا على نفس الطائرة اللي كان فيها مهدي ومتجهه  لمصر  من أماكن متفرقة منهم اتنين بس هما اللي كانو جايين من كندا   في الرحلة دي؛ مهدي وعثمان متولي

وعلى أساسه يافندم نستدعيه  لسؤاله عن مهدي؟ 

…….  ع الجانب الآخر

هو يعلم جيداََ انهم يبحثون عنه يرغب بفعلها  والسفر بعيداََ؛ اردف شاردا محدثاََ نفسه: ياترى لو سألوني ايه علاقتي بمهدي هقولهم ايه 

بس اي حاجه تتقال برضو مش هيقدروا يثبتوا عليا حاجه واحد شغله وقف بره حب يرجع بلده ايه ذنبه انه قابل مجرم مطلوب من الانتربول في المطار  مكانش يعرف وقتها انه مجرم ولا أنه مطلوب؛ كده حلو اووووى لازم بقى مهدي يظهر عشان نخف العيون عن عثمان شويه

…… 

في منزل اللواء رفعت 

محمود مهاتفاََ صديقه: بقولك ايه عندي ليك اخبار حلوه اووووى جبت لك معلومات عن اللي اسمه عثمان ده ما تيجي النهاردة عندنا هستناك أنا واللواء رفعت ع العشا؛

في فيلا منير المنشاوي 

دلفت هي راكضة نحو غرفتها ببكاء ولوعة قلب: لما يفعل بها كل هذا 

هل للقدر كلمه اُخري يسطُرُها بزواجها من امجد 

 باحثه عن هاتفها تحدثت إلى رفيقه دربها : نهي انا اسفه انتي مكنش ينفع تقولي كده انا السبب في كل ده 

قاطعتها  نهي بحزن دفين بقلبها من هذا الرجل نعم كسر بخاطرها احرجها امام الجميع حينما أشار عليها مردفاََ بصخب : دي تقطعي علاقتك بيها دي ميتقالش عليها صديقه ابداَََ اللي متخافش على مستقبل صاحبتها تبقى صديقه خاينه؛ 

نعتها بـ الخائنة وهي ابعد ماتكون عن تلك الصفة

اردفت بإنكسار : حبيبتي يانينا انتي اختي ده واجب الصديق تجاه صديقه  لم تستطع مواصلة التحدث تحججت بمناداة والدتها لها مردفه :ايوه يا ماما جايه اهو انا اسفه يانينا مضطره اقفل هكلمك تاني اطمن عليكي حبيبتي مع السلامه 

قطعت الاتصال أطلقت العنان لصوت بكائها دوى في الغرفة بأكملها  متمتمه  بكلمات متقطعة وسط بكائها؛ انا  اسفه يا نسرين كان لازم اقفل مش قادره اتحمل الاهانه على نفسي٠ لازم اعيط وإلا هيجرالي حاجة

يبدو مظهرها خارجيا َ  َ قوية  جَلِده لا يؤثر بها شئ بينما هي في الحقيقة هشّة… كالزجاج اذا انكسرت لا تستطيع الالتئام مجدداََ وإذا إلتأَمت تظهر الشروخ متصدعة بها رؤى العين 

؛ لذلك تُظهِر جانبها القوي البارد فقط؛ واحده فقط تحفظها عن ظهر قلب؛ نسرين تعلم انها انهت مكالمتها عن قصد لرغبتها القوية بالبكاء لن تكن نهى اذا بكت أمام أحد آخر سوى نفسها




                  الفصل الثالث عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×